هو لا يعني فقط رمزاً لحالة الفتاة الاجتماعية، وتمهيد انتقالها من خانة الفتيات إلى قائمة الزوجات، لكنه في الأساس مترجم لحالة من المشاعر الدافئة التي يزخم بها قلب المرأة عندما ترتبط بمن تحب. ولعل هذا قد يكون السبب في شكله الدائري الذي يدل على اكتمال الحياة بالعثور على النصف الآخر والاتحاد معه. وفي مصر كان الارتباط يبدأ بخاتم اصطلح على تسميته«دبلة الزواج» كانت ترتبط هي الأخرى بالشبكة وغالبا ما كانت تقدم من الذهب، سواء كانت في شكل أساور أو طقم يتكون من الخاتم والاسورة والعقد والحلق.
لكن دوام الحال من المحال كما يقولون، فالشبكة المتعارف عليها تراجعت للخلف لأسباب كثيرة، أهمها ارتفاع الأسعار، وبات العريس يكتفي في حالات كثيرة بشراء دبلة الخطوبة وخاتم ثمين من الذهب في الطبقات البسيطة، أما في الطبقات الأعلى فقد باتت الفتيات يفضلن الخاتم المزين بفص من الماس حتى ولو لم يكن باهظ الثمن مع دبلة من الذهب الابيض، وإذا كانت الحالة المادية للعريس جيدة، فأنه يقرن خاتمه ودبلته بمحبس من الماس أيضاً. والنتيجة واحدة: الخاتم بات شبكة العرائس المفضلة في مصر. ناهد عابدين مصممة المجوهرات المصرية ان الفضل في عادة خاتم الزواج والتي باتت تقليدا عالميا، يعود للحضارات القديمة، فعند الفراعنة كان الرجل يقدم لعروسه خاتماً من الحديد. كذلك فعل الرومان، لكن مع اختلاف الخامة، فالفقراء كانوا يقدمون خاتماً من حديد، بينما الأغنياء يقدمون خاتماً من ذهب.
وتعود عادة ارتداء خاتم الزواج في إصبع البنصر باليد اليسرى إلى قديم الأزل، حيث ساد الاعتقاد بأن هذا الإصبع متصل بالوريد المرتبط بالقلب الذي يعد مستقراً للحب ودوامه. الا ان اليد لم تكن هي دائما مقر الخاتم، ففي بعض قبائل افريقيا اعتادت المرأة المتزوجة على وضع خاتم زواجها في شفتها العليا أو في أنفها كنوع من التفرقة بينها وبين الفتيات العازبات. وتشير ناهد عابدين إلى أن الفتيات زهدن في الشبكة التقليدية في مصر منذ سنوات. والسبب ليس ارتفاع الاسعار فقط، لكن أيضا الرغبة في تقليد الطبقات الارستقراطية التي تفضل العرائس فيها الخاتم المرصع بالماس.
خاتم «السوليتير» الذي ترصعه ماسة في الوسط يعد موضة مناسبة لا تتأثر بوقت أو زمن
ولهذا فقد تنوعت التصميمات ما بين الذهب الابيض المزين بفصوص من الماس والبلاتين الذي يعلوه فص يختلف حجمه ولونه. وتضيف عابدين: «أعتقد أن شراء خاتم مميز وفريد في تصميمه يمثل للمرأة أهمية كبيرة وذكرى رائعة بغض النظر عن قيمته المادية. وهناك العديد من التصاميم التي تتنوع بين الطراز الإسلامي بأشكاله الغائرة أو البارزة، أو الطرز الغربية والتي تحتوي على فصوص ذات أشكال هندسية. إلا أن أهم ما يميز التصميم الإسلامي أنه زاخر بتفاصيل كثيرة فالتصميم الواحد منه ينتج عنه عشرة تصميمات أخرى. أما الخاتم «السوليتير» الذي ترصعه ماسة في الوسط فيعد موضة مناسبة لا تتأثر بوقت او زمن، حيث يرمز إلى الكلاسيكية والرقي في ذات الوقت، بل ان قيمته تزداد بمرور الوقت.
شراء خاتم الزواج يتطلب من العروس مراعاة بعض الأمور البسيطة كي تحتفظ بخاتم جميل. لون البشرة على سبيل المثال من الأمور التي يجب مراعاتها فالشقراوات وصاحبات البشرة الفاتحة يناسبهن الذهب الأبيض، أما السمراوات فيناسبهن الذهب الأصفر. الأحجار الكريمة التي يرصع بها الخاتم يجب أيضا أن تكون معبرة عن شخصية العروس وطباعها، لأن الأحجار الكريمة لها معان تناسب كل شخصية. فالماس، مثلا، يرمز إلى البراءة، والصفير إلى الحكمة، في حين يدل الياقوت على الحب الشديد، أما الفيروز فهو رمز السعادة في الحب، فيما يرمز اللؤلؤ للرومانسية، والزمرد للأمل في حياة صافية خالية من الغيوم والهموم.
ليس هذا فقط، بل ان اختيار فص الخاتم تتحكم فيه أيضاً كما يرى البعض، الأبراج الفلكية. على سبيل المثال فإن العقيق يناسب امرأة برج الجوزاء والعذراء والاسد، بينما حجر الفيروز يناسب امرأة برج القوس، أما امرأة برج الحوت فيناسبها حجر القمر، وامرأة برج الثور يلائمها حجر الزمرد والفيروز، أما برج العقرب فالأفضل لصاحبته حجر الياقوت، ويناسب الماس برج الحمل، بينما يناسب امرأة برج الجدي العقيق اليماني. وتوضح ناهد عابدين، انه إذا كان خاتم الزواج من الماس الخالص ولا ينافسه أي حجر كريم آخر، فإن تصميم الماس يمكن ان يفصح عن شخصية العروس.
اختياره يخضع لعدة معايير مثل لون البشرة والفلك والشخصية
فالماسة التي تحمل شكل القلب تجذب اللواتي يتمتعن بالأنوثة وروح الشفافية، بينما نجد الماسة ذات الشكل الزمردي، أو المستطيل تختارها النساء المتحفظات ذوات الشخصية الهادئة. أما الماسة ذات الشكل الكمثري أو الدمعة فهي اختيار النساء اللواتي يولين اهتمامهن للمنزل والعائلة، أما الماسة ذات الشكل البيضاوي فهي للنساء اللواتي يقمن بإدارة أعمالهن بدقة وبشكل نظامي، ولكن لهن نزعة استقلالية ومقدرة طبيعية على الابتكار. أما الماسة الماركيز فتفضلها النساء اللواتي يتمتعن بشخصيه مرحة.
وتؤكد ناهد عابدين ان الماس له درجه تقطيع ودرجة نقاء تزيد من قيمة الماسة. وعند اختيار خاتم الزواج يجب ان تحرص على عدم الانبهار بطريقة عرضه، بل التدقيق فيه لمعرفة قيمته الحقيقية من خلال وضعه تحت العدسة المكبرة لملاحظة ما إذا كان الجزء الأسفل منه سميكا أو لا، والتأكد من نعومة ملمسه وخلوه من الخشونة أو النتوء أو البروز. يجب أيضاً مراعاة الحجم عند الشراء وأن يكون مناسبا لحجم الإصبع وشكل اليد.
يذكر ان دبلة الزواج باتت ذات تصميمات متعددة بالنسبة للرجال أيضاً، ولا يقتصر صنعها على الفضة أو الذهب، لكنها باتت تصنع هي الاخرى من البلاتين والذهب الابيض.